معلم الشاورما .. أم معلم الإنجليزي ؟!

معلم الشاورما .. أم معلم الإنجليزي ؟!



اربطوا الأحزمة، وأغلقوا جوالاتكم، وأعيدوا المقاعد لوضع الجلوس، لأننا سوف نقلع مع إعلانين نشرا في أحد مواقع الإنترنت المتخصصة بالتوظيف، حيث يبحث الإعلان الأول عن معلم (سعودي) للغة الإنجليزية في مدرسة أهلية بالدمام، بينما يبحث الإعلان الثاني عن معلم للعصائر الطازجة (غير سعودي) في أحد المطاعم في الأحساء.
تؤكد المدرسة الأهلية في إعلانها أن راتب معلم اللغة الإنجليزية سوف يتراوح بين 1800 و2000 ريال (أي يروح وليس يتراوح!)، وتشترط أن يكون هذا المعلم من الجنسية السعودية (دعما لتراوح الكوادر الوطنية!)، كما تشترط أن يكون لديه بكالوريس في اللغة الإنجليزية مع خبرة خمس سنوات (كم سيكون راتبه إذا كان بلا خبرة؟)، وأن يكون متدينا ولا يدخن (جاي يتوظف ولا يخطب؟!)، أما في خانة الملاحظات فقد وردت العبارة التالية: (الراتب أعلاه شامل السكن والإعاشة والتنقلات)!.
ننتقل إلى إعلان معلم العصائر حيث يبحث مطعم عن معلم عصائر خبير في جميع أنواع العصائر دون استثناء مع قدرته على عمل جميع أنواع الكوكتيلات دون صبغات أو منكهات وعمل جميع أنواع الشقف (قطع الفواكه مع العصير)، أما الراتب فهو يتراوح بين 2000 و3000 ريال (أي يبدأ من سقف معلم الإنجليزي!)، وفي خانة الملاحظات جاء أن فترة العمل عشر ساعات يوميا مع (إجازة من شهرين إلى ثلاثة كل سنتين، والأكل داخل المطعم مع توفير السكن، وتذاكر سفر ذهاب كل سنتين ومكافأة راتب شهر كل إجازة)، وفي خانة المؤهل العلمي كان المطلوب: (ثانوية أو أقل)، أما في خانة الجنسية فقد كتب: (الكل) وهذه الكلمة متبوعة بتفضيل من يحمل إقامة قابلة للتحويل على القادمين من الخارج وهذا يعني أتوماتيكيا أن كلمة (الكل) تشمل كل الناس إلا السعوديين!
يا إلهي ارحمنا برحمتك.. فإذا كان هذا هو الفارق بين معلم العصائر ومعلم اللغة الإنجليزية، فما هو الفارق بين معلم الشاورما (الذي يعتبر تخصصا نادرا) وبين معلم اللغة العربية (الذي يعتبر تخصصا شائعا حد التكدس).. إلى أين نحن ذاهبون؟!.
لا تحاولوا إقناع أنفسكم بأن المطاعم تكسب أكثر من المدارس الأهلية، فهذه المدارس تأخذ أموالا طائلة لتخرج شبابا لا يعرفون كتابة أسمائهم، ولكن أرباب العمل في كل الشركات أدركوا أن قوانين العمل (كوكتيل بصل) وأن خطط السعودة يمكن تأجيلها بكلمة من حرفين: (الكل)!.
ليس لدي ما أقوله سوى أن إشارة فك الحزام قد أضيئت وبإمكانكم الآن أن تأكلوا وتشربوا وتقرأوا الجرائد وتذهبوا إلى دورة المياه!، ليس ثمة مطب هوائي يستحق العودة إلى مقاعدكم سوى ما قاله الأخ طلال الظاهري الذي أرسل لي روابط هذا الموقع مؤكدا أن المطعم لن يعثر على معلم العصائر رغم كل الميزات المذكورة أعلاه: (أتحدى أنهم يلقون وافد يقبل بثلاثة آلاف ريال)!

خلف الحربي
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100221/Con20100221334305.htm