07-04-2010, 08:09 PM
|
|
لا تسألوا عن جدة الامطارا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا)
لا تسألوا عـن جـدَّةَ الأمطـارا لكنْ سلوا مَـنْ يملكـون قـرارا
لا تسألوا عنها السيـولَ فإنهـاقَدَرٌ، ومَنْ ذا يَصْـرف الأقـدارا؟
لا تسألوا عنها بحيرةَ (مِسْكِهَـا)فَلِمِسْكِهَـا معنـىً يؤجِّـج نـارا
أتكون جـدَّةُ غيـرَ كـلِّ مدينـةٍوالمسكُ فيها يقتـل الأزهـارا؟!
لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الـذيأجـرى دمـوعَ قلوبنـا أنهـارا
لكنْ سلوا عنها الذيـن تحمَّلـواعبئاً ولـم يستوعبـوا الإنـذارا
مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةًوعلـى كراسيهـا الوثيـرة دارا
مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسيـاًجسداً تضعضع تحتهـا وأنهـارا
لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْدهَنَ اليدَيْـن، وقلَّـم الأظفـارا
مَنْ جرَّ ثوب وظيفـةٍ مرموقـة ٍفيها، ومـزَّق ثوبهـا وتـوارى
وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّـم ٍتسبي برونق حُسْنها الأبصـارا
صورٌ تسرُّ العينَ تُخفـي تحتهـا صوراً تثير من الرَّمادِ (شـراراً)
أهلاً برونقها الجميـل ومرحبـا ًلو لم يكن دونَ الوبـاء سِتـارا
لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَهـا فالجرح فيهـا قـد غـدا مـوَّارا
لكنْ سلوا مَنْ يغسلـون ثيابهـم بالعطر، كيف تجاوزوا المقـدارا
ما بالهم تركوا العباد استوطنـوا مجرى السيول، وواجهوا التيَّارا
السَّيْلُ مهما غابَ يعـرف دربَـه إنْ عـادَ يمَّـم دربَـه واختـارا
فبأيِّ وعيٍ فـي الإدارة سوَّغـوا هذا البناء، وليَّنـوا الأحجـارا؟!
ما زلت أذكر قصـةً ل(مُواطـنٍ) زار الفُـلانَ، وليتـه مــا زارا
قال المحدِّث: لا تسلنـي حينمـا زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغـوارا
ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَ هو سمعتُ أسئلةً وعشتُ حصـارا
حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسل ْعن ظهره المشؤوم حيـن أدارا
سلَّمتُ، مـا ردَّ السـلامَ، وإنَّمـا ألقـى علـيَّ سؤالـه استنكـارا
ماذا تريد؟ فلـم أُجِبْـه، وإنَّمـاأعطيتُـه الأوراقَ و(الإِشعـارا)
ألقى إليها نظـرةً، ورمـى بهـاوبكفِّـه اليسـرى إلـيَّ أشـارا
هل كان أبكم - لا أظنُّ – وإنَّمـايتباكـم المتكـبِّـر استكـبـارا
فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقـلا ًحتـى رأيـتُ فتـىً يجـرُّ إزارا
ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟ ففرحـتُ واستأمنتُـه الأسـرارا
قال: الأمور جميعهـا ميسـورةٌ أَطْلِـقْ يديـك وقـدِّم الـدولارا
وفُجِعْتُ حين علمـتُ أن جَنَابَـهما كـان إلا البائـعَ السِّمْسـارا
وسكتُّ حين رأيتُ آلافـاً علـى حالي يرون الجِـذْعَ والمنشـارا
ويـرون مثلـي حُفْـرةً وأمانـة ًويداً تـدُقُّ لنعشهـا المسمـارا
يا خادم الحرمين، وجهُ قصيد تيغسل الدموعَ وأشرق استبشـارا
إني لأسمع كـلَّ حـرفٍ نابـضٍفيهـا، يـزفُّ تحيَّـةً ووقــارا
ويقول والأمـل الكبيـر يزيـدهأَلَقـاً، يخفِّـف حزنَـه المـوَّارا
يا خادم الحرمين حيَّـاك الحَيَـالما نفضتَ عن الوجـوه غبـارا
واسيتَ بالقـول الجميـل أحبَّـةً في لحظةٍ، وجدوا العمارَ دَمَـارا
ورفعت صوتك بالحديث موجِّهـاًوأمرتَ أمـراً واتخـذت قـرارا
يا خادم الحرميـن تلـك أمانـة في صَوْنها ما يَدْفَـعُ الأَخطـارا
الله في القـرآن أوصانـا بهـاوبها نطيع المصطفى المختـارا
في جدَّةَ الرمـزُ الكبيـرُ وربَّمـا تجد الرموزَ المُشْبِهَـاتِ كِثـارا
تلك الأمانة حين نرعاهـا نـرى مـا يـدفـع الآثــام والأوزارا
شعر:الشاعر الاسلامي الكبير
الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي
|