مقال في صحيفة عكاظ هذا اليوم السبت 13/2/1433هـ
عـلـى شــارعـيـن
سنتيمتر كل عشر سنوات ! خلف الحربي
بدأ يوم الخميس الماضي تأنيث المحلات النسائية، أخيرا.. أصبح بإمكان المرأة السعودية أن تشتري ملابسها الداخلية من امرأة مثلها!، بعد عام واحد سوف نكتشف أننا أضعنا أكثر من عشر سنوات في مناقشة قضية بسيطة وأن الكرة الأرضية لم تتوقف عن الدوران بعد بدء العمل بهذا القرار، لقد عطلت قرارات رسمية ودارت معارك فكرية طاحنة وتناثرت الاتهامات من كل حدب وصوب من أجل السماح للمرأة بأن تبيع حمالة صدر لامرأة مثلها واحتجنا إلى ما يقارب سبع سنوات كي يتحول هذا الأمر البسيط إلى واقع، وستعلمون قريبا أننا أضعنا كل هذا الوقت الثمين في مسألة كان يجب أن تحدث منذ زمن بعيد.. فهل يلومنا أحد إذا تأخرنا في معالجة القضايا الشائكة؟!.
سأقولها وأجري على الله، ثمة أطراف قلقة خائفة من المجهول تبتز المجتمع عاطفيا لتغرقه في نقاشات عقيمة حول قضايا صغيرة فينشغل عن قضاياه المصيرية وتستهلك طاقته وتشل قدرته على المضي أماما حتى يقتله البطء وتصبح سرعته في التقدم سنتيمترا واحدا كل عشر سنوات، والمصيبة أن الغالبية العظمى من أبناء المجتمع يعرفون الحقيقة ولكنهم يستسلمون للضغط العاطفي، فأي عاقل يعرف أن بيع المرأة الملابس الداخلية لامرأة مثلها أفضل من قيام رجل وافد ببيع هذه السلعة للنساء ومناقشتهن حول المقاسات السرية، ولكن الأطراف القلقة (أو المقلقة!) تحول مثل هذا الأمر البسيط إلى معركة جانبية!.
هناك مثال آخر للعبة التعطيل وإشغال المجتمع عن قضاياه الرئيسية، فقبل أيام قال أمين مدينة الرياض إنه حان الوقت لافتتاح دور العرض السينمائي وصرح وزير الإعلام أن وزارة الإعلام مستعدة لمراقبة محتوى الأفلام السينمائية في حال السماح بعرضها، وأي عاقل يعرف أن عرض الأفلام بعد مراقبتها أفضل من ترك الشباب يشاهدونها عبر الفضائيات المفتوحة أو تحميلها عن طريق الإنترنت حيث لا توجد أي رقابة، كما أن توجه الشباب لدور السينما يخفف من الكبت الحاد الذي يجثم على صدورهم بعد أن أصبحت كل الأماكن العامة مغلقة أمامهم تحت شعار (للعائلات فقط)، ولكن هذه القضية البسيطة تحتاج إلى مليون مقال ومليار معركة على شبكة الإنترنت كي نتأكد أننا أضعنا الوقت في قضية صغيرة جدا، وحين نسمح بدور السينما بعد عشر سنوات سوف نكتشف أن المسألة قضية أقل من عادية وأنه في الوقت الذي كنا نتبادل فيه الاتهامات القاسية اخترع الأمريكان واليابانيون تقنية جديدة يمكن من خلالها مشاهدة الأفلام السينمائية عن طريق تمرير بطاقة ممغنطة على جدار غرفتك!.
ضاعت سنوات طويلة في مناقشة قضايا من نوع (تعليم البنات، التصوير الفوتوغرافي، جوال أبو كاميرا، الصحون اللاقطة، بطاقة المرأة، تأمين السيارات) واكتشفنا بعد كل هذه السنوات الضائعة أننا توقفنا طويلا عند اللا شيء!، وسوف نستمر على هذا الحال طويلا قوم يأكلنا الفساد وتسحقنا البيروقراطية تتقدم الأمم من حولنا ونحن في مكاننا واقفون لأن هناك من يبتز المجتمع عاطفيا ويستفز كوامن الشك في نفوس البسطاء كي لا نتقدم إلى الأمام، وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين: قسم مذعور يخشى كل جديد ويرى أن المنع أسهل من بذل الجهد في الاستكشاف، وقسم يرى أن إشغال الناس في الخطوة الصغيرة يلهيهم عن الخطوات الكبيرة وهكذا يحتاج المجتمع عشر سنوات كي يتقدم سنتيمترا واحدا إلى الأمام!.
اؤيد الاخ خلف في نقطة تأنيث المحلات النسائيه لكن بشرط ان تكون هذه المحلات مغلقه يعني يكون سوق كامل نسائي قبل يومين ذهبت انا وزوجتي الى السوق ودخلت محل نعومي طبعاً محل معروف خاصه عند العرسان الجدد المهم كان جميع الباعه فيه نساء صراحه الوضع مريح بالنسبه لي لأني انتظرت بالخارج وزوجتي دقتها حنك وخذت راحتها في السؤال عن ماتريده لكن لو اردت ان اشتري هديه لزوجتي من الاخ نعومي فهل الدين يسمح بأن اذهب واستفسر من الاخت الموظفة
اذا لم يكون هناك ضوابط فأن الاختلاط مصير هذه المحلات ومن وجهة نظري سوق كامل نسائي هو الحل المريح للجميع
تحياتي لك خالي العزيز
اؤيد الاخ خلف في نقطة تأنيث المحلات النسائيه لكن بشرط ان تكون هذه المحلات مغلقه يعني يكون سوق كامل نسائي قبل يومين ذهبت انا وزوجتي الى السوق ودخلت محل نعومي طبعاً محل معروف خاصه عند العرسان الجدد المهم كان جميع الباعه فيه نساء صراحه الوضع مريح بالنسبه لي لأني انتظرت بالخارج وزوجتي دقتها حنك وخذت راحتها في السؤال عن ماتريده لكن لو اردت ان اشتري هديه لزوجتي من الاخ نعومي فهل الدين يسمح بأن اذهب واستفسر من الاخت الموظفة اذا لم يكون هناك ضوابط فأن الاختلاط مصير هذه المحلات ومن وجهة نظري سوق كامل نسائي هو الحل المريح للجميع تحياتي لك خالي العزيز
ومن قال لك أن الدين لا يسمح يا إبني الغالي حفظك الله . أولاً يالرجل الكويس بارك الله فيك فالقرار قرار مجلس الوزراء وليس قرار الأخ خلف . الأخ خلف يعلق على الأسباب التي أخرت تنفيذ القرار من عهد الوزير القمه في العطاء الدكتور غازي القصيبي رحمه الله رحمة واسعه وفي النهايه تم تفعيل منطوق القرار يوم الخميس الماضي وكان جل تعليقه ينصب على المعوقات الواهيه التي لم تصمد أمام الواقع وما يحتاجه الناس . كما أن تنفيذ رغبة البعض ممن لديهم وهم عن ما يحدث نتيجة الإختلاط يستلزم أن يكون هناك فصل بين الرجال والنساء في الصيدليات والسيارات والقطارات والطائرات والأسواق العامه والمساجد كالمسجد الحرام والمسجد النبوي وعموم المستشفيات وحدائق التنزه وبين السائق والعائله المستخدمه له وربما طريق من مكه لأبها خاص بالنساء وآخر للرجال في حين لم تكن هذه الإعتقادات الواهيه موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في المساجد كان المسجد واحداً لا دور ثاني ولا دور مغلق . أعجبني تعليق أحد من قرأت لهم عندما قال لو أن الله يريد ما يريده البعض عن الإختلاط لخلق النساء في هيئة جن موجودون ولكن لا يشاهدون . عزيزي الفاضل البيع والشراء بين الجنسين كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ووجود النساء مع الرجال في المساجد دون حائل كما هو اليوم كان حاصل لكننا إجتهدنا بما ليس له أصل في الشريعه وأعلم أن المرأه عندما تكون أنثى فإنك قد قتلت فيها كل شيئ وعدما تكون سيده فإنك قد أعطيتها حقوقها الشرعيه وحق ممارستها لحياتها الطبيعيه التي من خلالها تمارس صنع المستقبل مع الرجل فليس الرجل كل شيئ في هذه الحياه . وسوآلي البسيط وهو ما ليس مقبول شكلاً ولكنه مقبول عقلاً ... من الذي يجري العمليات للنساء في حالات كثيره ومنها الولاده التي حتى الزوج يصرف نظره عن مشاهدة ما يجري لزوجته لو أنه حاضر في غرفة العمليات أليس رجل وإمرأة معه إن توفرت فإن كان رجل لوحده فليس من المقبول إطلاقاً إلا عند ضرورة قصوى وإن كان فريق من الجنسين ففيه إختلاط على مفهوم البعض وحتى يومنا هذا ونحن لا نفرق بينت الإختلاط والإختلاء . عزيزي الفاضل لو تمعنا في سماحة شريعة الله لوجدنا أنها تستوعب أكثر مما يدور في عقولنا ضيقة الأفق وسلامتك وسلامة القراء ،،،
ومن قال لك أن الدين لا يسمح يا إبني الغالي حفظك الله . أولاً يالرجل الكويس بارك الله فيك فالقرار قرار مجلس الوزراء وليس قرار الأخ خلف . الأخ خلف يعلق على الأسباب التي أخرت تنفيذ القرار من عهد الوزير القمه في العطاء الدكتور غازي القصيبي رحمه الله رحمة واسعه وفي النهايه تم تفعيل منطوق القرار يوم الخميس الماضي وكان جل تعليقه ينصب على المعوقات الواهيه التي لم تصمد أمام الواقع وما يحتاجه الناس . كما أن تنفيذ رغبة البعض ممن لديهم وهم عن ما يحدث نتيجة الإختلاط يستلزم أن يكون هناك فصل بين الرجال والنساء في الصيدليات والسيارات والقطارات والطائرات والأسواق العامه والمساجد كالمسجد الحرام والمسجد النبوي وعموم المستشفيات وحدائق التنزه وبين السائق والعائله المستخدمه له وربما طريق من مكه لأبها خاص بالنساء وآخر للرجال في حين لم تكن هذه الإعتقادات الواهيه موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في المساجد كان المسجد واحداً لا دور ثاني ولا دور مغلق . أعجبني تعليق أحد من قرأت لهم عندما قال لو أن الله يريد ما يريده البعض عن الإختلاط لخلق النساء في هيئة جن موجودون ولكن لا يشاهدون . عزيزي الفاضل البيع والشراء بين الجنسين كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ووجود النساء مع الرجال في المساجد دون حائل كما هو اليوم كان حاصل لكننا إجتهدنا بما ليس له أصل في الشريعه وأعلم أن المرأه عندما تكون أنثى فإنك قد قتلت فيها كل شيئ وعدما تكون سيده فإنك قد أعطيتها حقوقها الشرعيه وحق ممارستها لحياتها الطبيعيه التي من خلالها تمارس صنع المستقبل مع الرجل فليس الرجل كل شيئ في هذه الحياه . وسوآلي البسيط وهو ما ليس مقبول شكلاً ولكنه مقبول عقلاً ... من الذي يجري العمليات للنساء في حالات كثيره ومنها الولاده التي حتى الزوج يصرف نظره عن مشاهدة ما يجري لزوجته لو أنه حاضر في غرفة العمليات أليس رجل وإمرأة معه إن توفرت فإن كان رجل لوحده فليس من المقبول إطلاقاً إلا عند ضرورة قصوى وإن كان فريق من الجنسين ففيه إختلاط على مفهوم البعض وحتى يومنا هذا ونحن لا نفرق بينت الإختلاط والإختلاء . عزيزي الفاضل لو تمعنا في سماحة شريعة الله لوجدنا أنها تستوعب أكثر مما يدور في عقولنا ضيقة الأفق وسلامتك وسلامة القراء ،،،
صدقت ياخالي الغالي انا معك ولكن هذه المقارنات الصيدليات والسيارات والقطارات والطائرات والأسواق العامه والمساجد كالمسجد الحرام والمسجد النبوي وعموم المستشفيات وحدائق التنزه وبين السائق والعائله المستخدمه له وربما طريق من مكه لأبها خاص بالنساء وآخر للرجال في غير محلها فهذه ضروريات الحياة ولا يطالب بها الا انسان غير عاقل انا لا اطالب بعزل المرأه انا اطالب بحفظها من الاختلاط الذي انت اعلم بخطورته اكثر مني خالي العزيز هل نضع القاز على النار ونريد منه ان يعطينا ماء ماهي الحكمه من هذا الاختلاط هل هناك رفع ضرر او فائده تعود على المرأه او المجتمع من هذا الاختلاط سوق كامل مغلق ماذا يضر فيه اليس افضل لنا ولنسائنا هل انا مخطأ ياخال انا لست ضد القرار وقد اعجبني لكن في سوق مفتوح هذا الاختلاط والله بعينه وسوف نرى بأعيننا قريباً مضاره ونحن نعلم ان الاسواق ابغض البقاع عند الله ونعلم ان اكثر من يرتادها من الشباب لا اقول الكل لكن الاكثر لأسباب اقل مانقول عنها اسباب رخيصة فلماذا توضع المرأه تحت فكين هذه الذئاب من الذي يجري العمليات للنساء في حالات كثيره ومنها الولاده التي حتى الزوج يصرف نظره عن مشاهدة ما يجري لزوجته لو أنه حاضر في غرفة العمليات أليس رجل وإمرأة معه إن توفرت فإن كان رجل لوحده فليس من المقبول إطلاقاً إلا عند ضرورة قصوى وإن كان فريق من الجنسين ففيه إختلاط على مفهوم البعض وحتى يومنا هذا ونحن لا نفرق بينت الإختلاط والإختلاء . وبالنسبه لسؤالك سوف ارد عليه بسؤال هل نترك المرأه تنزف حتى تموت بأسم الاختلاط او الاختلاء ؟ هذه ياخالي ضروريات لا يستغني عنها عاقل لكن مرأه تبيع وسط الرجال هل هي ضروره من ضروريات الحياة مع ان هناك مجال للنساء في بعض الاسواق المغلقه التى لم ترى النور والسبب معروف مع انه والله البديل المناسب للجميع صدقني ياخالي ان هناك حرب شرسه ضد نسائنا وانا واثق انهن اعقل من ان ينساقوا خلف هذه الحملات ولكل قاعده شواذ وهم قله والحمد لله اشكرك خالي على سعت صدرك والنقاش معك دائماً ممتع ومفيد تحياتي لك بقدر حبي لشخصك
صدقت يـ استاذ خلف وتسلم استاذنا ومديرنا الفاضل ابو خالد رائع ما نقلت لنا والله اني كنت اتمنى هذا القرار من زمااان وهو افضل قرار
ورد على سؤال الكويس السؤال لو اردت ان اشتري هديه لزوجتي من الاخ نعومي فهل الدين يسمح بأن اذهب واستفسر من الاخت الموظفة "نعم تستطيع واذا لا بد وهذا الموضوع ضايقكـ بستطاعتكـ تقديم هديه للغاليه
من اي مكان او قدم لها مبلغ وخلها تختار هديتها بنفسهاا ولا تصعب هههههه
ولكـ كل تقدير يا اكوس واحد
صدقت يـ استاذ خلف وتسلم استاذنا ومديرنا الفاضل ابو خالد رائع ما نقلت لنا والله اني كنت اتمنى هذا القرار من زمااان وهو افضل قرار
ورد على سؤال الكويس السؤال لو اردت ان اشتري هديه لزوجتي من الاخ نعومي فهل الدين يسمح بأن اذهب واستفسر من الاخت الموظفة "نعم تستطيع واذا لا بد وهذا الموضوع ضايقكـ بستطاعتكـ تقديم هديه للغاليه
من اي مكان او قدم لها مبلغ وخلها تختار هديتها بنفسهاا ولا تصعب هههههه
ولكـ كل تقدير يا اكوس واحد
هههههه هموسه الله يسعدك السؤال يرمي الى ماهو ابعد من ذلك وسوف اوضح كلامي لتصل الفكره البائعه في مثل هذه الاسواق المفتوحه متى تذهب لفتح المحل الساعه التاسعه او العاشره صباحاً صح وفي هذا الوقت لايكاد يكون احد فالسوق الا اناس قله او من يبيعون في هذا السوق من رجال ومن هذا الوقت حتى اخر الليل اي الساعه 12 ليلاً كيف سوف تقضي البائعه يومها فالسوق بين هذا العدد الكبير من الرجال هذا والله هو الاختلاط بعينه غلفوة بكذبهم وتفاهتهم بالغيرة على النساء من الاجانب اين انتم من هذه الغيرة في مواطن تستحق اكثر من الغيرة
انا مع ان يكون للنساء اسواق مغلقه لايدخلها ولايبيع فيها الا نساء
مقال في صحيفة عكاظ هذا اليوم السبت 13/2/1433هـ
عـلـى شــارعـيـن
سنتيمتر كل عشر سنوات ! خلف الحربي
بدأ يوم الخميس الماضي تأنيث المحلات النسائية، أخيرا.. أصبح بإمكان المرأة السعودية أن تشتري ملابسها الداخلية من امرأة مثلها!، بعد عام واحد سوف نكتشف أننا أضعنا أكثر من عشر سنوات في مناقشة قضية بسيطة وأن الكرة الأرضية لم تتوقف عن الدوران بعد بدء العمل بهذا القرار، لقد عطلت قرارات رسمية ودارت معارك فكرية طاحنة وتناثرت الاتهامات من كل حدب وصوب من أجل السماح للمرأة بأن تبيع حمالة صدر لامرأة مثلها واحتجنا إلى ما يقارب سبع سنوات كي يتحول هذا الأمر البسيط إلى واقع، وستعلمون قريبا أننا أضعنا كل هذا الوقت الثمين في مسألة كان يجب أن تحدث منذ زمن بعيد.. فهل يلومنا أحد إذا تأخرنا في معالجة القضايا الشائكة؟!.
سأقولها وأجري على الله، ثمة أطراف قلقة خائفة من المجهول تبتز المجتمع عاطفيا لتغرقه في نقاشات عقيمة حول قضايا صغيرة فينشغل عن قضاياه المصيرية وتستهلك طاقته وتشل قدرته على المضي أماما حتى يقتله البطء وتصبح سرعته في التقدم سنتيمترا واحدا كل عشر سنوات، والمصيبة أن الغالبية العظمى من أبناء المجتمع يعرفون الحقيقة ولكنهم يستسلمون للضغط العاطفي، فأي عاقل يعرف أن بيع المرأة الملابس الداخلية لامرأة مثلها أفضل من قيام رجل وافد ببيع هذه السلعة للنساء ومناقشتهن حول المقاسات السرية، ولكن الأطراف القلقة (أو المقلقة!) تحول مثل هذا الأمر البسيط إلى معركة جانبية!.
هناك مثال آخر للعبة التعطيل وإشغال المجتمع عن قضاياه الرئيسية، فقبل أيام قال أمين مدينة الرياض إنه حان الوقت لافتتاح دور العرض السينمائي وصرح وزير الإعلام أن وزارة الإعلام مستعدة لمراقبة محتوى الأفلام السينمائية في حال السماح بعرضها، وأي عاقل يعرف أن عرض الأفلام بعد مراقبتها أفضل من ترك الشباب يشاهدونها عبر الفضائيات المفتوحة أو تحميلها عن طريق الإنترنت حيث لا توجد أي رقابة، كما أن توجه الشباب لدور السينما يخفف من الكبت الحاد الذي يجثم على صدورهم بعد أن أصبحت كل الأماكن العامة مغلقة أمامهم تحت شعار (للعائلات فقط)، ولكن هذه القضية البسيطة تحتاج إلى مليون مقال ومليار معركة على شبكة الإنترنت كي نتأكد أننا أضعنا الوقت في قضية صغيرة جدا، وحين نسمح بدور السينما بعد عشر سنوات سوف نكتشف أن المسألة قضية أقل من عادية وأنه في الوقت الذي كنا نتبادل فيه الاتهامات القاسية اخترع الأمريكان واليابانيون تقنية جديدة يمكن من خلالها مشاهدة الأفلام السينمائية عن طريق تمرير بطاقة ممغنطة على جدار غرفتك!.
ضاعت سنوات طويلة في مناقشة قضايا من نوع (تعليم البنات، التصوير الفوتوغرافي، جوال أبو كاميرا، الصحون اللاقطة، بطاقة المرأة، تأمين السيارات) واكتشفنا بعد كل هذه السنوات الضائعة أننا توقفنا طويلا عند اللا شيء!، وسوف نستمر على هذا الحال طويلا قوم يأكلنا الفساد وتسحقنا البيروقراطية تتقدم الأمم من حولنا ونحن في مكاننا واقفون لأن هناك من يبتز المجتمع عاطفيا ويستفز كوامن الشك في نفوس البسطاء كي لا نتقدم إلى الأمام، وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين: قسم مذعور يخشى كل جديد ويرى أن المنع أسهل من بذل الجهد في الاستكشاف، وقسم يرى أن إشغال الناس في الخطوة الصغيرة يلهيهم عن الخطوات الكبيرة وهكذا يحتاج المجتمع عشر سنوات كي يتقدم سنتيمترا واحدا إلى الأمام!.
صدقت يا أستاذ خلف ..... هذا حالنا وواقعنا
هذا المقصود من المقال يا ابو خالد ضاعت سنين في البحث عن لاشيء